نفذت وزارة البيئة والشؤون المناخية ممثلة بدائرة المواد الكيميائية يوم أمس بديوان عام الوزارة، لقاء حول توضيح حيثيات مسودة قرار منع استخدام أكياس التسوق البلاستيكية أحادية الاستخدام واستبدالها بأكياس يعاد استخدامها وتكون صديقة للبيئة، وحضر اللقاء عدد من أعضاء فريق إعداد وصياغة مسودة قرار منع استخدام أكياس التسوق أحادية الاستخدام والمعنيين في القطاعين الحكومي والخاص،
ويأتي تنفيذ هذا اللقاء ضمن الجهود التي تبذلها الوزارة في مجال تعزيز الشراكة وتعميق التعاون مع القطاعين الحكومي والخاص تماشياً مع الجهود الدولية الرامية إلى الحفاظ على صحة الإنسان والبيئة، وإيماناً بأهمية تظافر الجهود لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها وزارة البيئة والشؤون المناخية في مقدمة أولوياتها، وتحقيق مزيد من المواءمة والتكامل مع دمج مقاصد التنمية المستدامة ومؤشراتها في خطط العمل الوطنية لإدارة المنتجات البلاستيكية ونفاياتها.
ويأتي هذا التشريع لمواجهة تحديّات بيئية خطيرة تتعلق بشكل أساسي بحماية البيئة والمحافظة على الصحة العامة، من خطر الأكياس البلاستيكية، والذي يبقى تأثيره كنفايات بلاستيكية لمدى طويل غير قابلة للتحلل، إضافة إلى أن صعوبة جمعها وإعادة تدويرها، مما يؤدي الى تفاقم حجم هذه المشكلة، والذي توجّب من خلاله وضع سياسات وإرشادات للمصنعين والموردين لضمان الانتقال الصحيح إلى بدائل أكياس التسوق أحادية الاستخدام.
وقد تم تسليط الضوء من خلال العروض التي قدّمها الفريق المعني بإعداد هذا التشريع على الأسباب الداعية لإعداد هذا القرار لتنظيم إستخدام أكياس التسوق وكذلك الأهداف المتوخاة من تطبيقه وقد تم خلال الجلسة النقاشية في اللقاء طرح عدد من الآراء والأفكار البنّاءة بين كافة الجهات المعنية التي ستساعد على تطبيق بنود هذا القرار ومتطلباته بشكل شامل وسليم وبما يحقق المصلحة العامة.
كما تم التطرق أثناء النقاش إلى الأكياس المتحللة حيويا، وتم التوضيح بأن التفتت هو تحول الكيس البلاستيكي إلى قطع أصغر فأصغر نتيجة للظروف المحيطة به، حتى تصل إلى قطع صغيرة جدًا قد لا ترى بالعين المجردة، ويُطلق عليها «الميكروبلاستيك»، أو قطع أصغر ويُطلق عليها «النانوبلاستيك». وهذا يعني أن الكيس البلاستيكي قد تحول وتجزأ وتفتت من قطعة كبيرة يمكن مشاهدتها إلى قطع دقيقة لا ترى، ولكنها مازالت هي البلاستيك، ومازالت خطورتها على الإنسان والبيئة والحياة الفطرية قائمة، بل إن وجودها على هيئة دقائق بلاستيكية صغيرة تُعد أشد وطأة وأكثر تنكيلاً بالأمن الصحي للإنسان وبيئته، حيث أن هذه الدقائق البلاستيكية خلال مكونات البيئة، كالتربة وكأعماق المحيطات، وقد وضحت الدراسات بأن هذه القطع البلاستيكية الدقيقة قد تنتقل إلى أعضاء جسم الإنسان وإلى الكائنات الفطرية الحية في البيئة.
وقد تم التأكيد على أنه مستقبلا لن يسمح بتوريد أكياس التسوق أحادية الإستخدام بجميع أنواعها المختلفة، وسوف تكون جميع الإجراءات غير مؤثرة على المصنعين فضلا عن المستهلكين، والذي سيساعد على مواكبة المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على مستوى الاتفاقيات العالمية ذات العلاقة.