جامعة السلطان قابوس
كان مشروع إنشاء جامعة السلطان قابوس وعدا من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لأبناء شعبه في الاحتفالات بالعيد الوطني العاشر 1980م. وبدأ ت اعمال بناء الجامعة في عام 1982 واستقبلت الجامعة الدفعة الأولى من طلابها عام1986م. وقد أصدر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم مرسوما سلطانيا ساميا رقم 9/86 بإنشاء الجامعة وحدد هذا المرسوم بداية الدراسة في الجامعة في خمس كليات هي: كلية التربية وكلية الهندسة وكلية الطب والعلوم الصحية وكلية العلوم الزراعية والبحرية وكلية العلوم. وبعد ذلك تم إضافة كلية الآداب عام 1987م وكلية التجارة والاقتصاد عام 1993م وإلحاق كلية الحقوق عام 2006م وأخيراً إضافة كلية التمريض عام 2008م.
ان تصميم الحرم الجامعي وتشييده قد نفذ بعناية فائقة لتحقيق هذه الاهداف السامية بالإضافة الى الشكل الهام لمباني الجامعة التي روعي عند التخطيط لها ان تلبي الحاجات البشرية والثقافية والروحية لكل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين على حد سواء.
ان انشاء الجامعة في واد يقع عند سفوح الجبال العمانية الشاهقة يجعلها تبدو من ناحية معمار البناء كصف من المباني التي تم تصميمها مع اقواس وساحات مما يعكس الذوق الرفيع، وقد تم بناؤها بالحجارة الرملية ذات اللونين الابيض والزهري بطريقة تعكس الفن المعماري التقليدي والإسلامي. وقد تم انشاء الجامعة في أحد المحاور بواد يقابل في احدى نهاياته جهة مكة المكرمة. ويبدأ خط هذا المحور عند بوابات الدخول الى الجامعة ويسير خلال مبنى ادارة الجامعة ذات الابواب العمانية الضخمة ويمتد دون اي تقاطع الى المباني الاكاديمية والى مسجد الجامعة في نهاية الطرف الغربي للحرم الجامعي ويقع هذا المسجد ذو القبة والمآذن الضخمة على أعلى تل في الحرم الجامعي حيث يمكن مشاهدته من عدة جهات داخل الجامعة ومن حولها.
وقد تم الأخذ بعين الاعتبار خلال فترة التصميم أهمية وجود المناظر الطبيعية في الجامعة، ومنذ ذلك الحين أصبحت الشتلات الأصلية التي تمت زراعتها تشكل حدائق خضراء ومغارس أزهار، وتشتمل المزروعات النباتية فيها على عينات مألوفة في عمان ومناطق الخليج وهي تنمو وتزهر في بيئة جافة. وتلعب هذه المناظر الطبيعية دوراً مؤثراً في توفير الظل والحماية من الريح بالإضافة إلى أنها تقدم عرضاً رائعاً لألوان الأزهار والأوراق الخضراء على مدار العام. أما فيما يتعلق بالتصميم الأنيق لمباني الحرم الجامعي، فقد كانت المؤثرات التي شكلت التقاليد المعمارية العمانية والإسلامية هي التي تم اتباعها والسير على هداها. وكان هناك تأثر آخر أساسي وهو التأثر بالبيئة الصحراوية التي حددت شكل الهندسة المعمارية الإسلامية، وظهر كل ذلك في الحرم الجامعي متمثلاً في صفوف الأشجار وأروقة الأعمدة والواجهات، أو ما يعرف (بالمشربيات) التي تلعب دوراً مؤثراً في زينة المكان، كما تسمح بمرور النسيم إضافة إلى الساحات المزروعة بالأشجار والنباتات تم البرك ونوافير المياه التي تساعد على صفاء العقول والنفوس. إن الفكرة الرئيسية في براعة البناء هي إحياء واسترجاع ذكرى فن العمارة الإسلامي، الذي ظهر بصورة متماثلة في عملية تصميم البناء الجامعي بأكمله.
أما التوجه الإسلامي المتتبع في فصل الذكور عن الإناث خلال عملية التعليم فقد كان له أثره في تصميم البناء الجامعي حيث أنشئت مداخل منفصلة للكليات من خلال ممرات مشاة سفلية وعلوية لكل من الرجال والنساء، إضافة إلى مقاعد منفصلة للجنسين في قاعات والدرس والمحاضرات، وبالإجمال فإن الحرم الجامعي يمثل لوحة فنية تعكس التراث المعماري العماني والإسلامي، بالإضافة إلى تلبية كل مستلزمات وكفايات الحياة العصرية. وكانت النتيجة لكل ذلك واضحة في إيجاد بيئة تعليمية وحياتية تتميز بالجانب العملي والجاذبية في آن معاً.