احتفلت اليوم سلطنة عمان ممثلة بهيئة البيئة باليوم العالمي للأراضي الرطبة الذي يُصادف الثاني من فبراير من كل عام، تحت شعار "حماية الأراضي الرطبة من أجل مستقبلنا المشترك". ويهدف هذا الاحتفال إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي للأراضي الرطبة في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم التنوع الاحيائي، بالإضافة إلى أهميتها البالغة في توفير الموارد الطبيعية والخدمات البيئية التي تعود بالنفع على الإنسان ورفاهيته.
وفي هذا السياق، أوضح بدر بن سيف البوسعيدي، القائم بأعمال قسم إدارة الأراضي الرطبة في هيئة البيئة، أن الأراضي الرطبة في سلطنة عمان تمثل مصدرًا هامًا للمياه العذبة، حيث تساهم في تنقيتها وتخزينها، مما يسهم في دعم الأنشطة الزراعية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية. وأضاف أن هذه المناطق تلعب دورًا أساسيًا في التخفيف من آثار التغير المناخي، من خلال عملها كمصارف طبيعية للكربون، فضلاً عن كونها ركيزة للحفاظ على التنوع الاحيائي وتنظيم جودة المياه وتنقيتها من الملوثات.
وأضاف نفذت هيئة البيئة العديد من المبادرات والمشاريع البيئية في العام المنصرم لحماية الأراضي الرطبة منها مشروع غرس 4 مليون بذرة من أشجار القرم في محافظات ساحلية متعددة، بالإضافة إلى زراعة 54 ألف شتلة من شتلات أشجار القرم، كما نفذت مشروع دراسة التغيرات في الأراضي الرطبة الساحلية والداخلية والذي استهدف 59 موقعا، ومشروع مسح الطيور والحياه على الاراضي الرطبة بالاضافة إلى البدء في تنفيذ مشروع عمان للكربون الازرق - المرحلة الاولي.
وأكد البوسعيدي أن الهيئة تعمل على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لصون وحماية الأراضي الرطبة، مع الالتزام بأعلى المعايير العالمية والمحلية، بالإضافة إلى وجود تعاون إقليمي من خلال نقل الخبرات وتزويد الدول الشقيقة ببذور أشجار القرم.
وأشار إلى أن سلطنة عمان انضمت رسميًا إلى اتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة في عام 2013، مما يعكس التزامها بالحفاظ على هذا النظام البيئي الفريد والمساهمة في التعاون الدولي لحمايته.
الجدير بالذكر أن اليوم العالمي للأراضي الرطبة يُعتبر فرصة لتعزيز الوعي البيئي حول أهمية هذه المناطق في الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض. وفي هذا الإطار، تنظم سلطنة عمان العديد من الفعاليات التوعوية مثل ورش العمل والمحاضرات وحملات التنظيف، بهدف تحفيز المجتمع على المشاركة في جهود حماية الأراضي الرطبة، مما يعكس التزام السلطنة بتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على تراثها الطبيعي للأجيال القادمة.