عملت هيئة البيئة ممثلة بفريق بحثي من مكتب حفظ البيئة على تنفيذ دراسة متخصصة لعقاب السهوب (Aquila nipalensis) المهدد بالانقراض عالميًا في محافظة ظفار بسلطنة عُمان، واستخدامه لمواقع التخلص من النفايات، وتأتي هذه الدراسة في إطار الجهود المستمرة لحماية التنوع الأحيائي والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. كما تم نشر هذه الدراسة بالمجلة العلمية ساندجراوس.
وأوضح محمد غانم نبهان هبيس مشرف نظم بيئية بهيئة البيئة: إن عقاب السهوب يعتبر من الطيور المهاجرة التي تعبر سماء عمان خلال مواسم الهجرة، وتتغذى هذه الأنواع من الطيور الجارحة على الجيف (الحيوانات الميته) والقوارض والثدييات متوسطة الحجم، والطيور الأخرى ومختلف الزواحف والحشرات. كما تلعب دورًا مهمًا في السلسلة الغذائية. ومع ذلك، فإن الدراسة العلمية أثبتت أن أعداد هذه الطيور تشهد انخفاضًا ملحوظًا على مستوى العالم بسبب فقدان الموائل والصيد الجائر والتلوث البيئي، والتسمم الغير مقصود بالأدوية المضادة للالتهابات والصعق بالكهرباء وتصادم مع الأعمدة الكهربائية.
وأضاف أن أعمال الدراسة هدفت إلى فهم كيفية تفاعل عقاب السهوب مع مواقع التخلص من النفايات، وتقييم التأثيرات البيئية والصحية الناجمة عن اعتماد الطيور على هذه المواقع، بما في ذلك مخاطر التسمم الناتج عن تناول نفايات بلاستيكية أو مواد كيميائية ضارة، بالإضافه إلى تقييم أعداد عقاب السهوب في ثلاثة مواقع للتخلص من النفايات في محافظة ظفار، جنوب عُمان، خلال فصول الشتاء ومقارنتها مع النتائج المسجلة بين عامي 2018 و2022. حيث تم تسجيل أعلى عدد بـ 1122 فردًا في عام 2019.
وأشار إلى أن محافظة ظفار تواجه تحديات بيئية متزايدة بسبب التوسع العمراني وزيادة كميات النفايات. وتأمل هيئة البيئة أن تسهم نتائج هذه الدراسة في تطوير سياسات إدارة النفايات التي تحمي الحياة البرية وتقلل من الآثار السلبية على البيئة.
الجدير بالذكر أن لحماية الطيور الجارحة تمثل أهمية كبيرة في الحفاظ على التوازن البيئي. كما أن نشاط مراقبة الطيور يُعد نشاطًا بيئيًا ترفيهيًا وتعليميًا يهدف إلى مراقبة الطيور في موائلها الطبيعية، ويوفر هذا النشاط فرصة ممتازة للتعرف على التنوع الأحيائي ، خاصة بالنسبة للطيور المقيمة والمهاجرة. كما يمكن أن يكون جزءًا من السياحة البيئية أو برامج التوعية البيئية، مما يسهم بشكل كبير في الاقتصاد.