Page 116 - Whales and Dolphins

‫ﻛﻠﻤﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‬

‫ﲢﺘﻔﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳊﻴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻻﻓﲔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻛﺈﺿـــــﺎﻓﺔ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ‬
‫ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﲠﺎ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﳎﺎﻝ ﺻـﻮﻥ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺟﺎءﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ‬
‫ﺍﳊﻴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻻﻓﲔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﲝﺎﺭ ﺍﻟﺴــﻠﻄﻨﺔ‪ ،‬ﻣﺴــﻠﻄ ًﺎ ﺍﻟﻀــﻮء ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﻭﺧﺼــﺎﺋﺼـــﻬﺎ ﺍﳌﻈﻬﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻋﱪ ﺳﻠﺴـــﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻣﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺤﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻀــﻤﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‪ ،‬ﻭﺻﻒ ﻟﺒﻌﺾ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﲥﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﳌﻮﺍﺋﻠﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺴــﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺴــﻠﻜﻬﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﳎﻤﻮﻋﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺍﳋﺮﺍﺋﻂ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ‪ .‬ﻭﺃﻳﻀــــــــﺎً ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﻧﻔﻮﻗﻬﺎ ﺃﻭ ﺟﻨﻮﺣﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﳉﻬﻮﺩ‬

‫ﺍﳌﺒﺬﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﺑﺎﳍﻴﺌﺔ‪.‬‬

‫ﻭﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴـــﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﳊﻀـــﺮﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳉﻼﻟﺔ ﺍﻟﺴـــﻠﻄﺎﻥ ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎﺭﻕ ﺍﳌﻌﻈﻢ )ﺣﻔﻈﻪ ﺍ‪ ‬ﻭﺭﻋﺎﻩ( ﺑﺎﻟﺴـــﲑ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ‬
‫ﺍﻟﺴـــــــﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻗﺎﺑﻮﺱ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻮﺭ )ﻃﻴﺐ ﺍ‪ ‬ﺛﺮﺍﻩ( ﻭﺍﺳﱰﺷﺎﺩﺍ ﲟﺄﺛﺮﺓ ﺍﳋﺎﻟﺪﺓ ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﳌﻀـــــــﻴﺌﺔ ﺣﻮﻝ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ‬
‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ "ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺘـﺰ‪ ،‬ﻭﳓﺎﻓﻆ ﻋﻠــﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳــﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻫﺒﻬﺎ ﺍ‪ ‬ﳍﺎ‪ .‬ﺇﻥ ﲪﺎﻳﺔ‬

‫ﺍﳌﺼﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻮﻫﻮﺑﺔ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻃﲏ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﺎ ﲢﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﳓﻮﳘﺎ‪.‬‬

‫ﻭﳝﻨﺢ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺍﳉﻐﺮﺍ ﻟﺴــــــــــــــﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻃﻼﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﲝﺎﺭ‪ :‬ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻭﲝﺮ ﻋ‪‬ﻤﺎﻥ‪ ،‬ﻭﲝﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ؛ ﺗﻨﻮﻉ ﻣﺬﻫﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤـــﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻨﻔـــﺮﺩ ﺑﻪ ﺑﻴﺌﺘﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤـــﺮﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﲑﻫﺎ‪ .‬ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻴﺎﻩ‪،‬‬
‫ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸــــﺮ ﻧﻮ ‪‬ﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﻓﲔ ﺗﱰﺍﻭﺡ ﺃﺣﺠﺎﻣﻬﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺼـــــﻐﲑﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻀـــــﺨﻤﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺘﺎﻥ ﺍﳌﺴـــــــﻨﻨﺔ‪ .‬ﻭﺗﺴـــــــﻬﻢ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﺜﺪﻳﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴـــــــــــﻼﺳﻞ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ‬
‫ﻓﻀــــــــــﻼﲥﺎ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ًﺍ ﻛﺒﲑ ًﺍ ﺍﻣﺘﺼـــــــــــﺎﺹ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﳉﻮﻱ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳍﺎﻡ‬
‫ﻭﺍﳌﻔﺼـﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺆﺩﻳﻪ ﺍﻟﺪﻻﻓﲔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﳌﻌﺪﻳﺔ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺗﻜﺎﺛﺮ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺴــﻤﻜﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻬﻲ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺣﺴـﺎﺳﺔ ﺟﺪ‪‬ﺍ ﻟﻼﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺸــﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸــﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ‪ ،‬ﳑﺎ ﳚﻌﻞ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺆﺷﺮ‪‬ﺍ ﻣﺜﺎﻟ ‪‬ﻴﺎ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﳋﺘﺎﻡ ﻳﻄﻴﺐ ﱄ ﺃﻥ ﺃﺗﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﺸـــــــــــــــــﻜﺮ ﺍﳉﺰﻳﻞ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﺇﳒﺎﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ ﺍﳍﺎﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧـﺮﺟﻮ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣــﺮﺟﻌ ًﺎ ﻋﻠﻤﻴ ًﺎ ﺭﺍﻓﺪ ًﺍ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﳌﻬﺘﻤﲔ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ‬

‫ﺍﻷﺣﻴﺎﺋﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ‪ .‬ﻭﺍ‪ ‬ﻭﱄ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ‬

‫ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ‪ /‬ﻋﺒﺪ ﺍ‪ ‬ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ‬
‫ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‬

‫‪٦‬‬